حاولت ان ابحث في سيكلوجية سلفيّ هذا الزمان و للأسف ما وجدته مشترك بين نسبة ليست بصغيرة منهم - ليس كلهم بالطبع لعدم التعميم - هو جملة واحدة فقط " دة كان خاربها بس ربنا هداه " !! و اريد ان استفيض في شرح التحول الفظيع من اقصى اليسار الانحلالي الي اقاصي اليمين الراديكالي المتزمت
اولا : قرائة لحياة الشخص قبل التحول
يتفاوت بعضهم في مدي التردي الاخلاقي و الانحطاط الفكري و الانعدام الحضاري و البعد عن الدين ؛ فبعضهم يفعل كل شئ بداية من شرب الخمر و المخدرات و احيانا التجارة فيها الي الزنا او الاغتصاب او التحرش بالقول او الفعل , عدم اقامة شعائرهم الدينيه و البعد عن مكارم الاخلاق و الالتجاء الي قانون الغاب بديلا عن قانون الدولة المقيمين بها الذي لطالما يكون مطارد لهم لكثرة خروقاتهم له عن طريق السرقة , القتل , السطو , الاغتصاب , المخدرات , الخ
هذا الشخص لا يعرف الوسطية و لا يعرف معني الادمية و التسامح الا في ظروق ضيقة للغاية بمعني عامي ( واخد الحياة قفش ) على الرغم من انحلال هذا الشخص الا انه يكن احترام و تقدير فطري و خاص لرجل الدين و يحترم كلامة و يوقره
ثانيا : التحول
يختلف التحول من هذا المنحل الي السلفي من شخص لأخر كلاَ على حسب شخصه اما نتيجة لصدمة نفسية شديدة او حالة ملل من كثرة الانحلال او محاولات نشر الدعوة و التعرف على الدين اكثر و العديد من الطرق الاخرى
ثالثا : السلفي
سأتلكم مباشرة عن صفات هذا السلفي الذي بمجرد ان تكبر لحيته لتغطي وجهه يصبح عالِم في كل امور الدين و يصدر الفتاوي و يعتبر نفسه حامل لواء الشريعية
- علاقته بالدين هي علاقة سطحية جدا ,, عبارة عن قراءة و حفظ الكثير من النصوص دون وعي او فهم , اللهم ان افقهم يكون الرأي عنده هو رأي الشيخ الذي يتتلمذ عنده .. دون دراسة مستفيضة للدين او قرائة كل الاراء و المقارنه بينها
- اول كلمة يتلقهاها هذا السلفي " الازهر فاسد و منهجه فاسد و شيوخه هم شيوخ السلطان و مبتدعين " ليهدم فكرة شيوخ الازهر و الازهر نفسه عندهم
- القراءة عنده هي قراءة القرآن و العلم عنده هو العلم الشرعي - و هذا لاينقص طبعا منهم ولكن ما اعنيه انهم يختزلون العلوم في علوم الشرع و الفقه فقط -
- يبتعد كل البعد عن روح الاسلام في التسامح و الوسطية و تكريم الانسان لانه و ببساطة شديدة وثب وثبه لا يستطيع اي انسان مهما كانت درجة زكائه وثبها لقد وثب اكثر من 10 سنين تتلمذ في الازهر في لمح البصر و ثبهم بمجرد ان كبرت لحيته في بضع شهور .. تجاوز كل العلوم و كل الاساسيات و اخذ من الدين قشوره ليبتعد عن روحه و مقاصده .. الدين عنده تمثل في ( الغزوات - التي لازال لا يفهم علّتها - , الحدود - التي لا يعلم متى و اين و لماذا فرضت و كيف عطلت في بعض الحالات , الدعوة - وينسى كيفيتها و طريقتها الحسنة - .. يهتم جدا بالمظاهر الدينيه , يهتم جدا بالمسميات - مبتعدااا عن المقاصد و المعاني - , يفضل الابتعاد عن الاخر دائما - مرورا بدرجات تدريجية الي الوصول لدرجات التكفير
- دائما ما يتكلم عن قوة الاسلام ( في عنفه ) ولا يتكلم عن قوة افكارة.. فلقد نشأ وترعرع في ان القوه هي القوة الجسدية وليست القوة الفكرية و للأسف لايهتم شيوخة بان يشروحو له الفرق بل يدعمو عندة فكرة انتشار الاسلام بحد السيف بطريقة او بأخري
- حياته السابقة التى سادتها المؤامرات تعطية دائما انطباع عن سوء نوايا الاخر( مسلم , مسيحي ) حتى بعد ان تدين فيفترض دائما في الاخر سوء النية و كرهه لانه هو الذي على صواب و من دونه على باطل
- طبعا يتسم عقلة بعدم المرونة و لسانه بعدم القدرة على النقاش و صدره غير رحب بمن يخالفه الرأي
- تظل نظرته الي المرأة نظرة شهاونية بحته كما تربي و ترعرع و يأكد له هذا شيوخة فان مكان المرأة هو تحت قدم الرجل و يحق لك ان تتزوج مثني و ثلاث و رباع . و ان النساء ناقصات عقل و دين , الخ الخ
الخلاصة
نشأ هذا الشاب للأسف في حالة من التردي الفكري معوضا ذلك بالقوة الجسدية او البلطجة .. و عندما تحول الي الشخص السلفي لم يتخلى عن افكارة في ان القوة هي قوة الافكار و العقل بل لازال مقتنع ان ما لايأتي بالعقل يؤتي بالسيف فلا داعي اصلا لإعمال العقل و انهاكة في قضية يمكن ان تنجز بحد السيف ,, فيحمل لواء الاسلام و يشهر في وجة الاخر السلاح * تنوية - فهو عضد الدين و فارسه الجسور متخيلا انه محمد الفاتح مدافعا عن مسميات لا يفهم نصف ما تعنيه ولا يعلم اي شئ عن الاخر المتحارب معه غير انه عدو علمائة او شيوخة
أخيراً : لا اعني بهذا المقال ان ليس من حق المنحل التوبة او التسلف , لا بالعكس تماما فان احب الاشياء عند الله هي توبة عبده و الرجوع الية , و ما احب الي العباد من صلاح العباد فيصلح معهم المجتمع و يعمل السلام و الخير الارض , و لكن التحول السريع و المفاجئ من النقيض الي النقيض هو شئ في منتهى الخطورة التدين بلا وعى او فهم اعتبره اخطر من البلطجة و الانحراف .. الحل هو العقل و الفهم فنحن امة " أقرأ " ولسنا امة " اقتل " .. ارجوك تعلم دينك قبل ان تنطق كلمة كافر او حرام . و استعير كلمة الشيخ الغزالي " لا اخشى على الانسان الذي يفكر و ان ضل ؛ لانه سيعود الي الحق . و لكن اخشى على الانسان الذي لا يفكر و إن اهتدي ؛ لانه سيكون كالقشة في مهب الريح " رحم الله الامام الغزالي
تنوية : هذا الاخر ممكن ان يكون على نفس دينه و ملته ولكنهم مختلفين ثقافيا او ايدلوجيا *
1 comment:
شكرا للجميع و الله انتو الي ناس زي العسل :)
Post a Comment