اود ان استهل هذة التدوينة بسؤال محوري ؛ كيف تحكم الثورة او كيف تصل الثورة السلمية - مع التحفظ على لفظ السلمية - الي الحكم ؟
من المتعارف عليه ان الثورات المسلحة تصل الي الحكم عن طريق القوة , اما بالنسبة الي الثورات السلمية فلابد ان تصل الي الحكم عن طريق صندوق الانتخابات بعد اجراء فترة انتقالية للتجهيز لعملية الانتقال الديموقراطي
اذن لابد ان يتحول العمل الثوري الي عمل حزبي في وقت ما بعد انتهاء الموجة الثورية التي اطاحت بالنظام , و في ظل بناء نظام جديد مكتسب من الثورة ؛ يوفر المناخ الديموقراطي لممارسة الحياة الحزبية المؤهِلة لتمثيل حقيقي للشعب في المجالس النيابية
كيف يتحول العمل الثوري الي عمل حزبي ؟
بعد انتهاء الحالة الثورية و هي الحالة الشاملة الجامعة , تظهر الاختلافات الايدلوجية و الانشقاقات و هذا ليس بالشئ الذي يدعو الي القلق و لكن لابد ان تكون هذة الاختلافات تحت مظلة الثورة و بناء على ميثاق شرف ؛ بمعني ابسط يجب ان تتحلى الاحزاب بالمنافسة الشريفة و وحدة الهدف حتى و ان اختلفت الوسائل لتحقيقه و ان تلفظ النظام الذي سبق الثورة عليه و تم الاطاحة به بكل رجالاته و ان تتبنى كل الاحزاب المبادئ التى نادت بها الثورة
على المستوى الفردي ؛ الكثير ممن يشاركون في الثورة غير مُحزّبين و لا يتبنون اتجاهات سياسية ثابته , لا يمتلكون الكثير من مهارات العمل الحزبي او الجماعي او فنون التنظيم , حديثي العهد بالسياسة , فكيف يتم تحويل هذا الفرد و هو صانع الثورة الي فرد يعمل داخل حزب او تنظيم للوصول بطريقة ديموقراطية الي الحكم لتنفيذ مبادئ ثورته التى حارب من اجلها ؟!
الاستقطاب :
في بداية تكوين اي كيان حزبي قوي يولد من رحم الثورة لابد من التركيز على استقطاب افراد من فئة عمرية تتراوح ما بين ال ( 20 الي 45 ) لانها الفئة المعنية بالعمل الجماهيري و الميداني , و هي اكبر شريحة متواجدة و مؤثرة في الشارع المصري و تستطيع بذل الكثير من المجهود لانها تملك الكثير من التطلعات للنهوض بمستقبل البلد ..
تحتاج الاحزاب حديثة النشأة الي نوعين هامين من الاعضاء الواجب استقطابهم الا وهما :
1- العضو العامل : و هو العضو النشط داخل الحزب , المنوط بالعمل من اجل تحقيق اهدافه و يؤمن بمابدئ الحزب و هو من اشد المنادين بيها , هو العضو المحزوب تنظيميا على الحزب ؛ يحضر اجتماعتهم و يشارك في اللجان و الامانات و يشارك في الانتخابات الداخلية للحزب و يرسم السياسات العامة للحزب , و لابد ان يكون مؤمن بقضية و مبادئه و ايدلوجية الحزب
2- العضو المؤيد للحزب : و هو عضو غير نشط حزبيا مثل العضو العامل , يمكن ان تسمية بصديق الحزب و هو الشخص المؤمن بافكار الحزب ولكن لا يرغب في الانضمام او المشاركة في الحياة السياسية , لا يقل اهمية عن العضو العامل ولابد من التواصل معه بصفة دورية مع الاخذ في الاعتبار عدم الإلحاح علية لتفعيل عضويته الي عضو عامل , تكمن اهمية العضو المحب للحزب انه الشريحة الاكبر في المجتمع الممثلة للحزب و التى تدعو الي مبادئ الحزب بطريقة غير مباشرة و التى تدافع عن سياسات الحزب داخل الشارع و البيت المصري , يمكن التواصل مع هذا العضو :
بطريقة شخصية بين الاعضاء العاملة و الاعضاء المحبة , عن طريق تخصيص يوم اسبوعي لاصدقاء الحزب , عن طريق البريد الالكتروني او حسابات مواقع التواصل الاجتماعي , عن طريق جريدة شهرية يتم اصدارها تصل الي العضو عن طريق البريد تتضمن انجازات و سياسات الحزب في المرحلة السابقة و تطلعات الحزب للمرحلة المقبلة , و عن طريق قناة تلفزيونية ( ان توفر الدعم المادي ) ..
كيف يتم الاستقطاب :
1- تحديد الشريحة المستهدف استقطابها
2- تحديد الاساليب التى توفر الوصول لهذة الشريحة
3- تحديد خطاب جماهيري يتميز بالسهولة و الوضوح و الشمول للتفاعل مع هذة الشريحة
4-التدريب الجيد على هذا الخطاب و مهارات التواصل الاجتماعي
5-توفير الدعم المادي و المعنوي لتنفيذ الاستقطاب قدر المستطاع
6- لابد ان يوجد فريق ( ما بعد الاستقطاب ) و المسؤل عن تحويل الفرد المستقطب للحزب الي عضو عامل او صديق و متابعته
تجهيز العضو المستجد للحياة الحزبية :
يحتاج تدريب العضو الوافد من الحالة الثورية الي الحياة الحزبية الي جهد ليس بالقليل ولابد من متابعة دائمة و اهتمام بالغ لانه العضو الذي يمثل القاعدة الجماهرية للحزب و هو مستقبل الحزب ,التدريب على مهارات التواصل الاجتماعي , فنون العمل التنظيمي , التعريف بلائحة الحزب , تنمية المهارات الشخصية للفرد لاستغلالها لصالح الحزب , تسكين الاعضاء في المناصب الادارية و التنظيمية داخل الحزب بناء على رغباتهم و تخصصتهم و مهارتهم الشخصية , التواصل الدائم معه , اخذ رأيه بمنتهى الجدية و الاهتمام و المناقشة الحقيقية لكل مطالبه و إيصال صوته
ملاحظات اخيرة عن التدوينة :
* التدوينة مُخصصة للاحزاب وليدة النشأة
* الاراء الموجودة في التدوينة مكتسبة من العمل الجماهيري في (اولتراس وايت نايتس2007 - حزب التحالف الشعبي2011 - تحالف الثورة مستمرة 2011- حملة امسك فلول2012 - حملة تمرد 2013)
* الاراء مكتسبة من التعامل مع تنظيمات يسارية ( التحالف الشعبي ) و يمينية اسلامية ( الاخوان المسلمين )
* في النهاية هي مجرد اراء شخصية بناء على تجارب مع تيارات مختلفة تحتمل الصواب و الخطأ ولا يوجد لها مرجع علمي