Saturday, March 23, 2013

كيف يتحول البلطجي الي سلفي ؟

حاولت ان  ابحث في سيكلوجية سلفيّ هذا الزمان و  للأسف ما وجدته مشترك  بين نسبة ليست بصغيرة منهم - ليس كلهم  بالطبع لعدم التعميم - هو جملة واحدة فقط " دة كان خاربها بس ربنا هداه " !! و  اريد ان  استفيض في  شرح  التحول الفظيع من اقصى اليسار الانحلالي  الي اقاصي اليمين الراديكالي المتزمت

اولا : قرائة لحياة الشخص قبل التحول 
يتفاوت بعضهم في مدي التردي الاخلاقي و الانحطاط الفكري و الانعدام الحضاري  و البعد عن  الدين  ؛ فبعضهم يفعل كل شئ بداية من  شرب الخمر و  المخدرات و احيانا التجارة فيها الي الزنا او الاغتصاب او التحرش بالقول او الفعل , عدم اقامة شعائرهم الدينيه و البعد عن مكارم الاخلاق و الالتجاء الي قانون الغاب بديلا عن قانون الدولة المقيمين بها الذي لطالما يكون مطارد لهم لكثرة خروقاتهم  له عن طريق السرقة , القتل ,  السطو ,  الاغتصاب , المخدرات  ,  الخ  

هذا الشخص لا يعرف الوسطية و لا يعرف معني الادمية و التسامح الا  في ظروق ضيقة للغاية بمعني عامي  ( واخد  الحياة  قفش ) على الرغم من  انحلال  هذا الشخص  الا  انه يكن احترام و تقدير  فطري و خاص  لرجل الدين و  يحترم  كلامة و  يوقره 

ثانيا : التحول 
 يختلف  التحول من هذا المنحل الي السلفي من شخص لأخر كلاَ على حسب شخصه اما نتيجة لصدمة  نفسية شديدة او حالة ملل من كثرة  الانحلال او  محاولات  نشر  الدعوة و التعرف على الدين اكثر و العديد من الطرق الاخرى

ثالثا : السلفي  
سأتلكم مباشرة عن صفات هذا السلفي الذي بمجرد ان تكبر لحيته  لتغطي  وجهه يصبح  عالِم  في كل امور الدين و يصدر الفتاوي و يعتبر نفسه حامل لواء الشريعية 
  • علاقته  بالدين  هي علاقة سطحية جدا ,, عبارة عن قراءة و حفظ  الكثير من النصوص  دون  وعي او  فهم , اللهم ان افقهم يكون  الرأي عنده  هو رأي  الشيخ الذي يتتلمذ عنده .. دون دراسة مستفيضة للدين او قرائة  كل الاراء و  المقارنه  بينها
  • اول كلمة  يتلقهاها  هذا السلفي " الازهر فاسد و منهجه فاسد و شيوخه هم شيوخ السلطان و مبتدعين " ليهدم فكرة شيوخ الازهر و الازهر نفسه عندهم 
  • القراءة عنده  هي قراءة القرآن  و العلم عنده هو العلم الشرعي - و هذا لاينقص طبعا منهم ولكن ما اعنيه انهم يختزلون العلوم في علوم الشرع و الفقه  فقط  -
  • يبتعد كل البعد عن  روح  الاسلام في التسامح و الوسطية و  تكريم الانسان لانه  و  ببساطة شديدة وثب وثبه لا يستطيع اي انسان  مهما كانت  درجة زكائه وثبها  لقد وثب اكثر  من  10  سنين  تتلمذ في الازهر  في لمح  البصر   و ثبهم بمجرد ان  كبرت لحيته  في بضع شهور ..  تجاوز  كل  العلوم و  كل الاساسيات و اخذ من الدين قشوره ليبتعد عن روحه و  مقاصده ..  الدين  عنده تمثل   في   (  الغزوات  -  التي لازال  لا يفهم علّتها  -  ,  الحدود - التي لا يعلم متى و اين و لماذا فرضت و كيف  عطلت  في بعض الحالات  , الدعوة  - وينسى  كيفيتها و طريقتها الحسنة - .. يهتم جدا  بالمظاهر الدينيه , يهتم  جدا بالمسميات - مبتعدااا عن المقاصد و المعاني - ,  يفضل الابتعاد  عن  الاخر  دائما   -  مرورا  بدرجات  تدريجية  الي الوصول  لدرجات التكفير 
  • دائما ما يتكلم عن  قوة الاسلام  ( في عنفه ) ولا يتكلم عن قوة افكارة.. فلقد نشأ وترعرع في ان القوه هي القوة الجسدية وليست القوة الفكرية و للأسف لايهتم شيوخة بان يشروحو له الفرق بل يدعمو عندة فكرة انتشار الاسلام بحد السيف  بطريقة او بأخري 
  • حياته السابقة التى  سادتها المؤامرات تعطية دائما انطباع  عن  سوء نوايا الاخر( مسلم , مسيحي  ) حتى بعد  ان تدين فيفترض دائما في الاخر سوء النية و كرهه لانه هو الذي على صواب و من دونه على باطل 
  • طبعا يتسم عقلة بعدم المرونة و لسانه بعدم القدرة على النقاش و صدره غير رحب بمن يخالفه الرأي 
  • تظل نظرته الي المرأة نظرة شهاونية بحته كما تربي و ترعرع و يأكد له هذا شيوخة فان مكان المرأة هو تحت قدم الرجل و يحق لك ان تتزوج  مثني و  ثلاث و رباع  . و  ان النساء  ناقصات عقل و  دين , الخ الخ 
الخلاصة  

نشأ هذا الشاب  للأسف في حالة من التردي الفكري معوضا  ذلك بالقوة الجسدية او البلطجة ..  و عندما  تحول الي الشخص السلفي لم يتخلى عن افكارة في ان القوة هي قوة الافكار و العقل بل لازال مقتنع ان ما لايأتي  بالعقل يؤتي  بالسيف فلا داعي اصلا لإعمال  العقل  و انهاكة في قضية يمكن ان تنجز بحد السيف ,,  فيحمل  لواء الاسلام و يشهر في وجة الاخر السلاح  * تنوية  -  فهو عضد  الدين و فارسه الجسور متخيلا انه محمد الفاتح مدافعا  عن مسميات لا  يفهم نصف  ما تعنيه  ولا يعلم اي شئ عن الاخر المتحارب معه  غير  انه  عدو  علمائة  او شيوخة 

أخيراً  :  لا اعني  بهذا المقال ان ليس من حق المنحل التوبة  او  التسلف , لا  بالعكس  تماما فان احب الاشياء عند الله هي توبة عبده و الرجوع الية , و ما  احب  الي العباد من  صلاح  العباد فيصلح معهم المجتمع و يعمل السلام و الخير الارض , و  لكن التحول السريع و  المفاجئ من النقيض الي النقيض هو شئ في منتهى الخطورة التدين بلا وعى او فهم  اعتبره اخطر من البلطجة و الانحراف ..  الحل هو العقل و الفهم فنحن  امة  "  أقرأ  " ولسنا  امة " اقتل  "  ..  ارجوك  تعلم دينك  قبل  ان    تنطق كلمة  كافر  او  حرام   . و استعير  كلمة  الشيخ الغزالي " لا  اخشى على الانسان الذي  يفكر و ان  ضل  ؛ لانه سيعود  الي الحق . و لكن اخشى  على الانسان  الذي لا  يفكر و  إن اهتدي ؛ لانه سيكون كالقشة  في مهب الريح  "  رحم الله الامام الغزالي


 تنوية  :  هذا الاخر  ممكن ان يكون على نفس دينه و  ملته  ولكنهم  مختلفين ثقافيا  او  ايدلوجيا   *