Friday, September 26, 2014

النظرية الفلسفية في الاصول السياسية

مقدمة
هذة ليست بنظرية اكاديمية و لكنها وجهة نظر شخصية من كاتب المقال , اعلم تمام العلم انني مجرد نقطة في بحر من سبقونا في وضع النظريات السياسية منذ الاف السنوات بل انا لست باكاديمي او لا ادعي ثقافة و لكني صاحب وجهة نظر فقط ليس الا ؛ بنيتها بناء على ما ممرت به في حياتي و نتاج لقرأتي و اكيد متأثر بجغرافية موطني و بالدين الذي ادين به ,
اؤمن ان تغير الظروف المحيطة بالانسان و تغير الزمان يستيطع ان يهدم نظريات كانت ملائمة في زمن ما او يضيف عليها على الاقل الكثير من التعديلات 

الاطروحة الاولى
لماذا تفرقنا ما بين يسار و يمين و يسار بتفرعاته و يمين بتفرعاته ؟؟ 
اعتقد ان السبب الوحيد لبناء النظريات السياسية و الاقتصادية هي الوصول الي المدينة الفاضلة ( يوتوبيا ) , فكل منا يسعى الي هذا الهدف بناء على وجهة نظره , اي انه لا اختلاف على الاصل بل هو اختلاف على الوسيلة
.. و لكن الان ترى العراك الشديد بين الايدولوجيات كانه اختلاف على الاصل , فكيف وصلنا الي هذا المدى ؟؟ 
هل عندما وضع كارل ماركس نظرية رأس المال في القرن التاسع عشر كان يعلم ان سيأتي بعده جوزيف ستالين الذي اتخذ الماركسية مجرد سلم ليصل الي ما ظن ستالين نفسه انه الصواب و هو لا يمت بصلة لما كان يسعى اليه ماركس في المساوة بين طبقات الشعب ؟؟
هل عندما بنى عمر ابن الخطاب ( احد صحابي الرسول محمد و ثاني خلفاء المسلمين ) دولة الخلافة التى توسعت رقعتها و اصبحت دولة لها هيكل اداري و نظام اقتصادي و جيش قوي من 1200 عام سابق , انه سيأتي بعده معاوية ابن ابي سفيان الذي سيرسخ لتوريث عرش الخلافة و ان ابنه سيقتل كل اصوات المعارضه و ينكل بها بعد ان كان يسمع عمر لاصوات اشد المعارضين لادارته البلاد , هل كان يعلم ان البزخ في بناء قصور الملوك سيسود دولة الخلافة بعد ان كان يسكن عمرو كوخ من جزع النخيل و يلبس الثياب المهلهلة ؟؟
و الاستنتاج الذي توصلت اليه انه دائما ما كان العيب في من يحملون النظرية و يطوعونها لاغراضهم و رغابتهم وليس في النظرية نفسها , فحتى وان تقادمت النظرية و اصبحت لا تلائم الزمان او المكان فهناك المجددون لها من تلاميذ النظرية ..

الاطروحة الثانية 
ايجابيات تنوع الايدلوجيات في المجتمعات 
اولا دعنا نكن متفقين ان مجتمع الرأي الواحد هو مجتمع اثبت فشله على مر التاريخ , اين الحزب النازي ؟ اين الدولة الرومانية ؟ اين الخلافة الاسلامية ؟ اين الدولة البيزنطية ؟ ... لا تنخدع بما مرت به هذة المجتمعات من حضاره في بداية عهدها فهذا طبيعي و لكن سرعان ما تهبط و تندثر و يصيبها الفساد و بالتالي تكون هذة اولى خطوات سقوطها و هذا ما اثبته لنا التاريخ .. و اما عن قوتها في بداية عهدها فهو بسبب انها وصلت للحكم لانها كانت تشمل كل الاراء و تجمع بينها و يسودها الشوري و العدل و عندما تلاشت هذة المقومات و استغلها احد الوصولين فاجهز على من عارضه و نكل بمن نصحه و اصبحت دولة الرأي الواحد , بدئت منحنى السقوط بلا رجعة 
في المجتمعات التى على درجة مقبولة من التحضر يلزم كل حاكم معارضة قوية ترشده و تحجم من سيطرته 
اليمين : يلزمه يسار يحد من سيطرته على الاقتصاد و تغوله فيه
و اليسار : يلزمه يمين يحد من تسلطه و يطرح وجهات نظر اخرى اقتصاديه من الممكن ان تناسب اوقات و ظروف معينه

الاطروحة الثالثة :
المبادئ التى اتفق عليها كل من حاول ان يساهم في تحضر البشرية 
المساوة - العدل - النظام - الحرية - الامن - الحد المقبول للمعيشة - الحق في التعليم و العلاج و السكن و العمل و التقاضي و الاستثمار 
هل تعتقد ان اليسار ينظر الي هذة الحقوق بغير نظرة اليمين لها ؟؟ بالقطع لا كلاهما يودون تحقيق اكبر قدر من هذة الحقوق في المجتمع , ولكن يختلفون على الطريقة الذين سيصلون به الي غايتهم المنشودة ..فالاصل في جميع الايدلوجيات هو ( الانســـــــــــــان ) ..
ما يفسد الايدلوجية هو المتطرف المعتنق لها , و ليست الايدلوجية في الاصل فالمغالاة فيها و التشدد في تطبيقها و الشوفنية الشديدة و الزانوفوبيا هي ما تصل بالايدلوجية الي الحرب مع ايدلوجية اخرى و اقصد بالحرب هنا هي الحرب الهمجية البربرية و ليست حرب الافكار و الاراء .

امثلة و استنتاجات 
مثال : 

  • اتفق شخصان ( احدهم بلحيه و يقص الشارب و يضع سواك في فمه , و الاخر يضع قرط في اذنيه و يدخن السيجار الكوبي ) على : ان العدل هو اساس الحكم و ان الجميع متساون امام القانون , و ان السارق و القاتل و المرتشي و الفاسد و المغتصب و المختلس كلهم مجرمون و يجب محاسبتهم حتى لا يتكرر هذا في المجتمع , و اتفقو ايضا ان قتل الانسان جريمة و ان حرية الرأي مكفولة و ان خير من يتولى المنصب هو الاكفأ وليس الاقرب او الاغني او الاقوى و ان من يختاره الاغلبية هو الجدير بثقتهم بشرط الحفاظ على حقوق الاقلية و عدم التنكيل بمن عارضه .. ( اعتقد ان لا يوجد الكثيرين حولنا اياً كانت الوانهم او اشكالهم او دينهم او ايدلوجيتاهم يختلفون على المذكور ) و لكن ...
  • اختلف هذان الشخصان على الاتي :
  • اختار الشاب ذو اللحية ان يعاقب المجرم بعقوبة رادعة  رأها الشاب ذو القرط عقوبة شديدة و مغالاة في استخدام القوة ( فاختلفو مع ان لم ينكر احدهم ان المجرم يتم عقابة )
  • اختار الشاب ذو اللحية ان يرفع الظلم عن قوم مستضعفون باستخدام السلاح و لكن فضل الشاب ذو القرط ان يسير في طريق المفاوضات في بادئ الامر فيما ظن الشخص ذو اللحية ان هذا هو ضعف منه او عدم اكتراث بالقضية ( لم ينكر احدهم انهم قوم مستضعفون و يجب رفع الظلم عنهم )
  • قتلت شابه فقيرة سيدة اعمال كبيرة ثم احرقت جسدها فقرر الشاب ذو اللحية تطبيق عقوبة الاعدام عليها فيما لم يعترض الشاب ذو القرط و لكن تعاطف معها بعد ان ابدت ندمها على ما اقترفته و قرر ان يجد طريقة لعلاج مشكلة ما يدعون باطفال الشوارع اما الشاب ذو اللحية فاكتفي باعدامها و اعدام كل من يحزو حزوها دون النظر الي الظروف و الدوافع التى جعلت منها مجرمه .. ( لم يختلفو على كونها مجرمة بل اجمعو على وجوب معاقبتها نفس العقوبة , و لكن احدهم اكتفي بالعقوبة و بانها ستكون رادع لكل من تسول له نفسه ان يقوم بنفس الجرم و الآخر اخذ بالاسباب و حاول ان يعالجها قبل ان تصبح مجرمة )
  • دخلت منقبة كمين للشرطة و اخذ الضابط المسؤل بالتهكم على طريقة لاباسها و ان هذا ما هو الا مغالاة في الدين فاشتكت هذة السيدة الضابط المسؤل فقرر الشخص ذو اللحية ان يعاقبة ( و اختلف الشخصان هنا على العقوبة ولكن الشخص ذو القرط قال ان هذا مجرد رأي للضابط و طالب بالترفق به فيما قال الشخص ذو اللحية ان هذا مخالف للقانون و ان هذا رأي ضد الحريات )
الاستنتاجات : 
اتفق شخصان لا تستطيع ان تراهم في صورة واحدة معاً على المبادئ و اختلفو على طريقة تطبيقها .. الخلاف يا سادة دائما على طريقة تطبيق المبادئ و ليست على المبادئ نفسها .. مبادئ الاديان السماوية و الغير سماوية و جميع الايدلوجيات التى تهدف الي تحضر البشرية تقريباً سواء منذ الاف السنين و المبادئ واحدة , فلم حرب المسميات التى نعيشها ؟ يساري , يميني , اسلامي , جهادي , تنويري , اناركي ؟ 

الملخص على الطريقة الحديثة
لا يوجد ايدلوجيات بلا تعديلات فهي ليست اصنام نعبدها , و لا يوجد يسار فقط ولا يمين فقط و لا ضرر في اجراء التعديلات و التجديد في الايدلوجية بناء على الظروف المحيطة و المتغيرة 
هي حرب اسماء ولكن الاهداف واحدة و المبادئ واحدة
اياكم و الوصولين الذين يستغلون النظرية للوصول لاطماعهم الشخصية فهم يهدمون المجتمع و يشوهون النظرية 
الرأي الواحد خطأ و ان كان صواب , و هو السبب الرأيسي لانهيار اي مجتمع
تقبل الآخر هو اول خطوة في بناء مجتمع متحضر
محاربة الفساد و الفاسدون هي واجب كل الايدلوجيات 
ما كان يصلح من 100 سنة لا يصلح كله الان او لابد من مراجعته و تنقيحه 
الاديان السماوية لم تضع نظام ثابت للادارة وانما وضعت مبادئ عامه كي تسمو بالانسان و تزيد من تحضره 
الاديان السماوية هي المظلة التى تندرج تحتها كل الافكار و الايدلوجيات و لا يوجد اي علاقة عكسية بين وجهة النظر السياسية و الدين - الا اذا تطرفت الايدلوجية او تشدد الدين ( او بمعنى اصح رجال الدين و الساسة ) -  

تنويه : الكاتب انسان يؤمن بالانسانية و بانه واجب الدفاع عنها و الرقي بها هي احد اسباب الخلق , مسلم مؤمن بالله و يحترم جميع الاديان الاخرى , عربي يؤمن بقوميته العربية و يحلم بالاممية اياً كانت اسمها خلافة او عروبة او كونفدرالية لطالما ضمت الجميع من ابناء نفس اللسان و بغض النظر عن دين او لون او عرق بشرط ان لا تحمل هذة الاممية الكره لاي جنس او لون او عرق على وجه الارض , يساري يتبنى اليسار كوجهة نظر غير مغالي فيها و يجد فيها الكثير من افكاره و يحترم اليمين الذي يحترم الانسان , ثوري ضد كل الاوضاع التى تهين الانسان و تحتقره و تسلبه حقوقه ويؤمن ان الخلاص الوحيد من هذة الاوضاع هو الثورة و انه هو طريق الاصلاح ..  

No comments: