Tuesday, February 28, 2012

من خواطر الشعراوي الإمام - في تفسير القرآن الجزء 2

و ابليس يأتى دائما من الباب الذي يرى فيه المنهج ضعيفا  .. فاذا وجد انسانا متشددا في ناحية يأتى من ناحية أخرى  , فلو ان العبد المؤمن متشدد في الصلاة  .. يحافظ عليها و يؤديها في اوقاتها , جاء ابليس من ناحية المال . يوسوس له بان لا يخرج الزكاة لانها ستؤدي الفقر و يوسوس له ان يأكل  حقوق  الناس , مدخلا السرور الى  نفسه بالوهم  بأنة سيصبح غنيا  أمنا مطمئنا على غده وهذا كذب فالحقيقة التى رواها لنا رسول الله  صلى الله عليه و سلم " مانقص مال عبد من صدقه " فالمال هو مال الله ينقله من يد الى اخرى في الدنيا .. ثم يموت الانسان ويتركة .. و لكن ابليس يستغل غفلة الناس ليدفعهم الي المال الحرام ..فاذا كان الانسان  متشدد من ناحية المال جاء من ناحية المرأة .. فيظل يزين له امرأة خليعة و يوسوس له حتى يقع في الزنا .. الخ ..  المهم ان ابليس يظل يدور حول نقطة الضعف في الانسان ليسقطة في المعصية

اذن الله  سبحانه و تعالى هو الذي اعطى لأنسان حق الاختيار و  لو شاء لجعلة مقهورا على الطاعة  كباقي الخلق .. من نقطة الاختيار هذة ..  فالله سبحانه و تعال .. يبين لنا طريق الهدى و طريق المعصية .. قم ترك لنا ان نختار طاعة الله و رحمته  .. او معصيته و عذابه .. و لم يعطنا الحق تبارك و تعالى هذا الاختيار الا في فترة محدوده و هي حياتنا الدنيا .. فعندما يحتضر الانسان تخمد بشريته .. و يصبح لا اختيار له . كما ان الله جل  جلالهلم يعطنا الاختيار في كل احداث الدنيا .. بل اعطاه لنا في المنهج فقط في الطاعة او المعصية

القرآن الكريم يقول { ثم لأتيهم من بين أيديهم و  من خلفهم و عن أيمنهم و  عن شمائلهم و لاتجد أكثرهم شكرين (17  ) } سورة الاعراف
هذة هي جهات الغواية التى يأتى منها ابليس من امامهم و من خلفهم و من اليمين  و من الشمال . و كلنا نعلم  أن الجهات ست وليست اربعا .. فما هي  الجهتان اللتان لا يأتى منهما الشيطان ؟  هما  فوق و تحت ..  هرب ابليس من هاتين الجهتين بالذات .. و لم يقل سآتى من فوقهم و من تحتهم .. لانه يعلم ان الجهة العليا تمثل الفوقوية الالهية .. و أن الجهة السفلى تمثل العبودية البشرية و حينما يسجد الانسان لله .. و لذلك ابتعد ابليس عن هاتين الجهتين تماما

ونحن أمه محمدية فوقوية .. نعلن عبوديتنا و خضوعنا لله . و نتبع منهج السماء ..  لذلك فقد تميزنا عن البشر جميعا لان كل انسان في الدنيا لا يخضع لله و لا يأخذ منهجه عنه خاضع لمنهج بشري وضعه مساو له من  البشر .. و النفس البشرية لها هوى  تريد ان تحققه .. لذلك فهي تضع المنهج  الذي يمكنها من ان تتميز به على  الناس 

اذن  فالشيطان ليس له سلطان على الانسان أن يقهره على فعل لا يريده ..اي ليس له سلطان القهر .. وليس له سلطان ان يقنع الانسان بالمعصية .. و  ذلك اسمه سلطان الحجة .. فالسلطان نوعان .. قهر لمن لا يريد الفعل , و اقناع  يجعلك تقبل الفعل و انت راض , الشيطان ليس له سلطان القهر على  عمل لا نريدة , و ليس له سلطان الحجة.. ليقنعنا ان نفعل ما لا  نريد ان نفعل ..  و لكن المسألة  ان وسوسة الشيطان .. و جدت هوى في نفوسنا فتبعناه

No comments: